هذه القصة قرأتها فى احد المنتديات وأنقلها هنا عسى ان تكون سبب فى هداية من يقرأها
==================================================
هى قصة حقيقية من بريد الجمعة بجريدة الأهرام بتاريخ اليوم 29 /5 /2008
ياريت كلنا نقراها ونراجع نفسنا في كل اللي بنعمله ونقف مع نفسنا
ونشوف قد ايه ربنا سترنا في أوقات كتير ونقول لنفسنا يا ترى
هيسترنا لحد امتى واحنا عملنا ايه لربنا علشان يفضل ستره علينا
اقرأوا بقلوبكم
ســــــــتر اللــه
{ هذه الرسالة كان يجب أن تكون بين يديك منذ عامين, ولكنني لم
أستطع أن أكتبها إلا الآن فقط, بعد أن صفيت الكثير من حسابي لنفسي
ومع الآخرين, فوجدت فرضا علي أن أرسلها إليك حتي يستريح ضميري, هذا
إذا كتب الله له الراحة!
أنا ـ سيدي ـ رجل في نهاية الأربعينيات, نشأت في أسرة متوسطة,
مستورة, كان أبي وكذلك أمي, صالحين, تعبا في تربيتي وأشقائي كثيرا,
وأصرا علي أن نحصل جميعا علي مؤهل عال, ونجحا في ذلك. منذ طفولتي
وأنا متمرد, طموح, أحلم بالثروة والوجاهة, لذا التحقت بكلية تؤهلني
للعمل الخاص, وما أن تخرجت, حتي التحقت بمكتب لأحد رجال الأعمال
الكبار, وبدأت تحقيق حلمي الكبير.
لم أكن متدينا, علي الرغم من بيئتي الدينية.. لا أحرص علي أداء
الصلوات, وإن كنت حريصا علي صلاة الجمعة, بحكم العادة, ولأنه لم يكن
مقبولا من والدي أن أجلس في البيت وقت الصلاة. لم أجد غضاضة يوما في
الجلوس في البارات أو الملاهي الليلية. وكنت أتعامل مع شرب الخمور
علي أنها وجاهة اجتماعية, تضعني في طبقة أخري, وتتيح لي الجلوس مع
شخصيات لم أكن أحلم بالجلوس معها, بل وأصادقها, فالسكر يزيل
الفوارق ويقرب المسافات, بل يسقطها تماما. لذا فقد نجحت في مصادقة
رئيسي في العمل, ووصلت إلي رئيس المؤسسة, ووصلت إلي مرتبة رائعة في
سنوات قصيرة.
كان لدي نهم شديد للخطيئة, أبحث عنها إن لم تأت إلي, بدون أي تأنيب
للضمير.. لم يكن يؤلمني إلا وجه أمي الذي يصادفني عند عودتي إلي
البيت وقت صلاة الفجر, فتقبلني وهي تدعو لي ربنا يهديك يا بني وينور
طريقك ويحبب فيك خلقه ويبعد عنك أولاد الحرام ثم تختم دعاءها
بسؤالها التقليدي: مش هتصلي الفجر يا بني.. صل واشكر ربنا علي نعمه
عليك, فأرد عليها: طبعا هصلي دلوقتي, ثم أهرب منها وأنا نصف واع,
ونصف متألم. فأستسلم للنوم, لأصحو وأواصل زحفي.
في سني عمري المبكرة, أدمنت أيضا العلاقات النسائية, لم أفرق يوما
بين زوجة صديق, ابنة جار, قريبة, أو حتي صاحبة مصلحة أو حاجة.
استمرت حياتي هكذا, حتي اهتزت حياتي بوفاة والدي وعمري يلامس
الثلاثين.. توقفت مع نفسي بعد أن واريت جثمانه الثري ورأيت المقر
الذي سأذهب إليه, فعدت إلي الله وتبت علي ما فعلت, واصطحبت والدتي
وذهبنا إلي حج بيت الله الحرام. ومع الحزن الذي كانت تعيش فيه أمي,
إلا أنها كانت سعيدة بهدايتي, ففاتحتني في أمر الزواج, فرحبت علي
الفور, ووجدتها فرصة, للخلاص نهائيا من الوقوع في الخطيئة.
سيدي.. خلال شهور قليلة, اشتريت شقة جديدة, ورشحت لي والدتي فتاة من
العائلة, علي خلق وجمال, فسعدت بها, وأتممنا زواجنا بسرعة شديدة..
كان الله كريما معي إلي أقصي حد.. فقررت أن أبتعد عن الأجواء التي كنت
أعيشها.. تركت العمل وأسست مكتبا خاصا, وكأن زوجتي هي مفتاح الخير,
رزقني الله من حيث لا أحتسب, فانتعشت أحوالنا, وانتقلنا خلال عام واحد
إلي شقة أوسع في منطقة أرقي.. كنت راضيا, سعيدا بحياتي, خاصة بعد
أن رزقني الله بطفلة مثل البدر. لن أستطيع أن أصف لك, كيف كانت تسير
أيامي, نجاح يلاحق نجاحا, ومع هدوء واستقرار في البيت, حتي كنا محط
حسد وغبطة كل من حولنا.
خمس سنوات مرت علي زواجي واستقراري, حتي حدث الإنقلاب الكبير. ذات
يوم زارتني في مكتبي سيدة, شديدة الجمال, جاءت لي كي أتولي بعض
قضاياها. في اللحظة الأولي التي رأيتها, حدث لي اضطراب شديد..
تمنيتها, اشتهيتها.. وجدت نفسا أخري غير التي كنتها, تلك النفس
الفاجرة التي عايشتها سنوات. لا أخفيك, هي الأخري, كانت ماكرة,
لعوبا.. حديثها لين, مراوغ. فوجدتني أتحول إلي ذاك القناص القديم,
فألقيت عليها بكل شباكي.. فتوطدت علاقتنا, بدأت أسهر معها, وأتأخر
عن مواعيد عودتي إلي البيت, متحججا بكثرة العمل. ولك أن تتوقع ما
حدث بيننا بعد أسابيع قليلة. سقطت في الوحل مرة أخري.. ولكن هذه
المرة أصابني غم ونكد وندم, دامت أياما, ثم تلاشت كل هذه الأحاسيس
بعد أيام.. وفوجئت بأن غطاء الخطيئة انفتح مرة أخري.. فتكررت
لقاءاتنا, وبعد فترة مللتها فابتعدت عنها, وإن لم أبتعد عن هذا
الطريق.
عدت ـ ياسيدي ـ إلي سيرتي الأولي, كل يوم سهر وخمور ونساء.. وكل
يوم, المسافة تبتعد بيني وبين زوجتي التي أنجبت لي طفلة ثانية,
فانشغلت بتربية الطفلتين, وإن لم تنشغل عني, بل كانت تعبر عن
اندهاشها من تغيري, من انقطاعي عن الصلاة, وسهري للصباح, فكنت أقول
لها كلاما غير مقنع عن توتري الشديد بسبب مشكلات في العمل, وأنها
فترة قصيرة وسأعود إلي ماكنت عليه. فكانت تقبل كلامي مجبرة, حريصة
علي عدم الصدام معي.
ولكن لم يكن هناك مفر من هذا الصدام, عندما بدأت أشرب الخمور في
البيت, فاعترضت بعنف, وقالت لي إنها لن تقبل أن تعيش وابنتاها في
بيت لا تدخله الملائكة, وهددتني بترك البيت, فوعدتها وإلتزمت بعدم
شرب الخمور في البيت, وإن ابتعدت عنها أكثر, وحدث شرخ كبير في
علاقتنا, حتي شحبت وأصبحت أشاهدها كثيرا تبكي, ولكني لم أتوقف عن
طريقي.
كنت كل ما أخشاه أن تعرف أمي ماصرت إليه, فتغضب مني وتتوقف عن
دعائها لي.. فقد كنت أستشعر أن ستر ربي لي وعدم عقابه لي, بسبب
دعواتها. كما أني كنت أكثر من فعل الخير, أتصدق علي الفقراء, وأرعي
الأيتام, وأتبرع للأعمال الخيرية, مؤمنا بأن الحسنات يذهبن السيئات,
مرددا ـ مثل كل العاصين ـ هذه نقرة وتلك نقرة أخري, مكتفيا عقب كل
معصية, بترديد التوبة, وكأني أخدع الله سبحانه وتعالي فيما كنت أخدع
نفسي, مستسلما لوسواس الشيطان.
أعوام تلحق بأعوام, أحوالي المالية جيدة, علاقتي بأسرتي فاترة,
وعلاقتي بالله مخدرة, غارق حتي أذني في الخطيئة, واثقا ـ ولا أدري مصدر
هذه الثقة ـ في عفو الله وكرمه ورحمته, بدون أن أفعل ما أستحق عنه كل
هذا.
سيدي.. كان يمكن أن تستمر حياتي هكذا, لولا تلك الرسالة القاسية ـ
علي المذنبين مثلي ـ التي وصلتني من الله منذ عامين.
كنت في أحد الأماكن مع بعض الأصدقاء, ومن بينهم فتاة شديدة الجاذبية,
متحدثة, لبقة, واثقة من نفسها, ويبدو من مظهرها أنها تنتمي إلي
أسرة ثرية.. فتألقت نفسي الأمارة بالسوء, وبدأت في إرسال ذبذبات
الإعجاب, فتلقفتها, وبادلتني إياها, فالطيور علي أشكالها تقع.
تبادلنا أرقام الهواتف والاسطوانات المشروخة, وكلانا يعر ف النهاية
مقدما, وإن كانت تلك الفتاة, شديدة الذكاء, عصية, فلم تلن بسهولة,
بل أرهقتني أسابيع طويلة حتي تقبل أن تأتي لي في شقتي الخاصة التي
استأجرتها في إحدي المدن الجديدة, بعيدا عن العيون, لهذا الهدف
الحقير.
حددنا الموعد, وذهبت في هذا اليوم مبكرا إلي الشقة, أعددت كل شيء
في انتظار الغنيمة.. كان الوقت يمر بطيئا مملا حتي جاءني تليفونها
قبل الموعد بربع ساعة, تخبرني أنها في الطريق, فتهلل وجهي وجلست
علي نار مترقبا صوت جرس الباب مرة, وأخري راصدا الطريق من شرفة
الشقة. مر الوقت, نصف ساعة, ساعة, لم تأت.. أصابني القلق والتوتر,
اتصلت بها فلم ترد.. فاتصلت مرة أخري, ففوجئت بصوت رجل يرد علي,
فقلت له يبدو إني أخطأت في الرقم, فاستمهلني الحديث, وسألني هل
تعرف السيدة صاحبة هذا التليفون, فأجبته بتردد نعم.. فقال لي: بكل
أسف, السيدة أصيبت في حادث إصابات بالغة, ونقلناها أنا وبعض المارة
إلي المستشفي.. فأصبت بانهيار, ولم أصدق ما أسمعه, فسألته عن اسم
المستشفـي, فأخبرني, وهرولت مرتبكا إلي هناك.
وصلت وكانت الفتاة قد دخلت الي غرفة العمليات, فحاولت الاطمئنان علي
حالتها, خاصة اني شاهدت ارتباكا وحركة غير طبيعية وهمهمات بين
الأطباء والممرضين, فسألت عن المدير المسئول وذهبت اليه, وفهم اني
أحد أقربائها خاصة بعد أن عرضت دفع مبلغ تحت الحساب.. بعد فترة صمت
مريبة من الطبيب.. قال لي: قبل ان أشرح لك حالة قريبتك, لابد أن
أخبرك بشيء مهم... قريبتك في حالة سيئة, ولديها كسور متعددة, ونزفت
كثيرا, لذا فإنها ستحتاج إلي نقل دم, وفي هذه الحالات لابد أن نجري
تحليلات لدمها, ليس فقط لأسباب طبية, ولكن للتأكد من أنها ليست مصابة
بأي فيروسات معدية, ونتهم بعدها بأنها نقلت لها مع الدم.. والكارثة
اننا اكتشفنا انها حاملة لفيروس الإيدز.
إيدز.. ازاي, منين, انت بتهرج, إيدز
ايه هكذا كنت أردد وأنا مذهول
غير مصدق.. لم أنشغل بإصابتها, ولا بإذا كانت ستعيش أو تموت.. كل ما
فكرت فيه اني كنت علي مسافة ربع ساعة فقط من اصابتي بالإيدز.
لا أتذكر ماذا حدث, ولا كيف دفعت أموالا في المستشفي, أو اتصلت
بالاصدقاء كي يخبروا أهلها للحضور إلي المستشفي.
كل ما أتذكره, اني خرجت أكلم نفسي وأنا في صورة مفزعة, لم تفارق
خيالي لحظة.. عدت إلي نفس الشقة, وكر الشيطان, وكري والشاهد علي
خطيئتي ونجاتي.
دقائق فقط فصلتني عن الاصابة بالإيدز لو كان الله نجاها ووصلت إلي
الشقة..
من المؤكد انها لا تعرف بأمر اصابتها.. ليس مهما هي, تعرف أو لا تعرف
تلك قضيتها.. وقضيتي, هل كنت سأعرف أني سأحمل هذا الفيروس القاتل..
ياربي زوجتي ما ذنبها, كنت سأنقل اليها الإيدز.. نموت معا, بفضيحة..
المسكينة تموت بفضيحة, وأنا, بناتي واخوتي.. سترك يارب, عفوك يارب.
سيدي.. لن أصف لك انهياري, وبكائي, وخجلي من ربي.. ما كل هذا
الكرم, عصيتك فسترتني ورزقتني, فلم أبال, تحديت عفوك ورحمتك
بمعصيتي.. وها أنا أوشكت علي السقوط في وحل أعمالي بلا خروج, ولكنه
برحمته الواسعة, وبلطف قضائه, انتشلني وانقذ أسرتي من الضياع
والفضيحة.
سجدت علي الأرض, باكيا, مستغفرا... تطهرت وقضيت يومي مصليا, تائبا,
قارئا للقرآن.. لملمت نفسي, وعدت إلي بيتي... أغلقت غرفتي علي وعلي
زوجتي, قبلت يديها وقدميها وأنا أبكي, طلبت منها أن تسامحني وتعفو
عني, وعدتها بأن أكون كما تحب وكما كنت, فاحتضنتني وهي تبكي
وترتجف, بدون أن تسألني عما حدث لي.. كانت رائعة كعادتها دوما,
بعدها استدعيت ابنتي, احتضنتهما في صدري, وكأني أبحث عن أمان
وطمأنينة لا أعرف الطريق اليهما, فطلبت منهن أن يتوضأن لنصلي جماعة,
ثم سارعت بالذهاب الي أمي, جلست تحت قدميها, ورجوتها أن تقرأ علي
القرآن, وتدعو لي.. ففعلت وابتسامة الرضا وهالة النور تكسوان وجهها
الآمن.
لم أنم في تلك الليلة, عاهدت الله علي ألا أعصيه أبدا, وان استرضي كل
من أخطأت في حقه أو هتكت عرضه ما حييت, وبدأت رحلة جديدة في الحياة.
سيدي.. أكتب إليك الآن بعد عامين مما حدث... مددت يدي بالخير لكل من
آذيته, طلبت منهم السماح عن أي شيء بدر مني تجاههم, لم أفصح عما
ارتكبت فقد سترني الله, فلما أهتك الأستار.. ليس في حياتي الآن, إلا
أسرتي وعملي وفعل الخير.. انتهز أي فرصة لمد يد المساعدة لمن
يحتاج, لا أترك فرضا من فروضي.. ذهبت العام الماضي الي الحج, ودعوت
لله كثيرا أن يغفر لي ويهدي كل العاصين.
ستسألني عن تلك الفتاة, وأقول لك بدون الخوض في التفاصيل اني ذهبت
إليها مرة واحدة, بعد خروجها من العناية المركزة, ولم تكن تعلم
وقتها بحقيقة مرضها بالإيدز.. ولكني رجوتها ان تسامحني وتتجاوز عن
خطئي ودعوت لها بالهداية, وان علمت من الأصدقاء بعد ذلك انها اصيبت
بالشلل وانهارت بعد معرفتها بما ألم بها, وقرر أهلها ان تسافر الي
الخارج لتعيش في مصحة لتبتعد عن الأجواء القاسية التي تعيش فيها..
هداها الله وشفاها وغفر لها ورفع عنها, اللهم آمين.
سيدي.. لم أكتب اليك لأتطهر من خطاياي, فهذا أمر بيني وبين ربي, ولا
أريد أن أسألك عونا خاصا بالرأي أو بالنصيحة, وان كنت لا أستغني
عنها, ولكني وجدت اني ملزم من خلال حكايتي, بتحذير كل شاب وفتاة من
نهاية طريق المعصية, والتي لا يعرف أحد متي تأتي هذه النهاية
المؤلمة وكيف تكون..
رسالتي أمام الله, اني قد أبرأت ذمتي بدرس عمري, لعله ينير الطريق
لمن هم غارقون في ملذاتهم وشهواتهم, غافلون عن ان عين الله العادل
لاتنام!
هذا رأي المحرر بالجريدة
** سيدي.. ما جاء في رسالتك, لا يحتاج مني إلي أي رد أو نصيحة أو
رأي, فكل كلمة تصرخ بعبقرية التجربة المؤلمة, فالألم الإنساني هو
الذي يطهر النفس ويسمو بها, وهو الذي يكشف تلك الغمامة التي تكسو
العيون والعقول, وتطفيء نور القلب فتجعله غلفا.
جاءت رسالتك في الوقت الذي تنتشر فيه الفواحش, يجاهر الناس
بالمعاصي, ناسين أو متناسين, ان لهذا الكون قانونا إلهيا لا يهتز ولا
يحيد, يعدل ولا يظلم, لا يساوي بين العاصي والمؤمن أبدا.
سيدي... نغفل كثيرا, نخطيء, نمارس معاصينا سرا أو جهرا, ولا نفيق
ونتذكر الخالق, إلا عندما يحل علينا غضبه وانتقامه سبحانه وتعالي.
فالإنسان منا تغره الدنيا, فيختال بقوته وجبروته, يواصل زحفه نحو
الخطيئة, مرتكنا إلي أن العقاب لن يأتي, وبدلا من أن يفيق ويشكر الله
علي ستره وعفوه ورحمته, يغريه جهله ـ كما فرعون ـ بأنه ناج لا
محالة, وكأنه بعيد عن قوانين السماء, معفي من الجزاء, مميز دون
باقي البشر, فينغمس أكثر وأكثر في وحل الخطايا, وحتي يريح ضميره
وينام قرير العين, يبالغ في التصدق وفعل الخير مستندا إلي أن
الحسنات يذهبن السيئات, بدون أن يعي ـ جاهلا أو متعمدا ـ أن السيئات
التي تذهب هي التي يتوب عنها ويتوقف عن ممارستها عامدا متعمدا غير
عازم علي الرجوع عنها.
سيدي... رأيت معك الصورة التي تخيلتها لنفسك عندما علمت بإصابة تلك
الفتاة
بالإيدز
, وتساءلت لماذا لا يفكر كل رجل بهذه الطريقة؟
لماذا لا يضع احتمالا ولو واحدا في الألف ان تلك المرأة التي تشاركه
الخطيئة, ليس مستبعدا ان تكون مارستها مع غيره, وانها قد تصاب
بالفيروس اللعين, ولا تعرف بذلك. ونفس الأمر بالنسبة لأي امرأة تدخل
في مثل تلك العلاقة الشائنة مع أي رجل.. من أدراها مع من كان وماذا
فعل وبماذا أصيب؟
* فمن لا يرتدع خوفا من عقاب الله في الآخرة, ألا يخشي من انتقامه في الحياة؟
ألم يتأمل أحدهم, كيف رعاه الله وحفظه ورزقه المال والبنين, وستره وهو يهتك الأعراض؟.. ألا يسأل نفسه كيف سيكون غضب الله علي مثل هذا العبد المتكبر العاصي المستور؟
سيدي.. أعانك الله علي ما أنت فيه, وغفر لك, وهدانا جميعا إلي التوبة قبل فوات الأوان.. وشكرا لك علي ما قدمته لنا من درس بليغ, لعل الغافل فينا يفيق من غفلته, ويعود إلي رشده, حامدا الله علي ستره لما فات.